كتاب الفنون للصف الثالث الباب الأول

الباب الأول
فن الإنسان الأول
(الفن البدائى)
– النشأة
– العوامل الإجتماعية والطبيعية والتاريخية
– العناصر الزخرفية والفنية المكونة لها ومصادرها
– السمات والخصائص الفنية المميزة للطراز

(فن الانسان الاول )

نشأة الفن البدائى :
يعزو علماء الاثار نشأة الفن إلى بداية العصر الحجرى الحديث
العوامل المؤثرة فى فهم الفن البدائى :
بأنة هو اثار النشاط العلمى للجماعات البشرية الاولى
بينما فريق ثالث انتهى إلى ان الجماعات البشرية فيما قبل التاريخ تختلف عن انواع السلالات التى نزلت عنها وبقى بعضها حتى الان شبيها بها فى الصفات والعادات والخبرات والقدرات, وقد ادت البحوث فى هذا الشأن – على اساس المقارنة بين تراث النوعين – إلى وضع تعريف يميز الجماعات المتخلفة عن الاخرى السابقة, فسماهم البعض بالمتبربرين البعض الاخر بشبة المتمدينين.
والواقع ان الدراسة الفاحصة لاثار الجماعات البشرية الاولى من صور وتماثيل وسلع تقطع بأختلافها عما تنتجة الجماعات المتخلفة الان من اعمال من حيث النوع والمستوى والغاية.
لكن هناك دوافع تجمعهم ادت إلى ظهور انماط متشابهة فى انتاج هؤلاء واولئك .. ويبدو ذلك بجلاء فى ولوعهم كافة بتجميل اجسامهم او اجزاء معينة منها بالاصباغ او بطريقة الوشم او باستعمال فراء الحيوان وريش الطيور لأغراض الزينة, ثم فى انتقالهم بعد فترة من هذا إلى تجميل مقر السكن ( الكهوف) بالرسوم, وتزيين ادوات الاستعمال اليومى بالنقوش, وصنع الاسلحة والحلى, على نحو متشابة فى الطراز.
العناصر الزخرفية للفن البدائى:
1- وحدات هندسية :
مكونة من خطوط متوازية او متقابلة او من دوائر متداخلة – او من خطوط مستقيمة او منكسرة او منحنية, ومعظمها محزوز او محفور على الاسطح المختلفة.
2- وحدات طبيعية :
تأثر البدائى ببعض الوحدات الطبيعية وتقليدها ومن هذة الزخارف فراء الحيوانات وريش الطيور والفراشات وفروع النبات وورق الاشجار والقواقع والصدف والاسماك والحصى والاحجار وغير ذلك.
3- وحدات حية :
رسوم للانسان وصيد الحيوان على جدران الكهوف المظلمة وسطوح الاوانى الفخارية والاحجار وبعض السلال وادوات الصيد والزراعة مثل الوعول والثيران والحصان والماموث وغيرها .
4- وحدات عقائدية ورمزية :
من الانسان والحيوان والطيور والاسماك او مركبة منهما كتمائم وتعاويذ ضد الارواح الشريرة او للسحر او عند الخروج للحرب والصيد . او معبودات القبائل ورموزها او لاغراض جنائزية .
السمات والخصائص الفنية المميزة للفن البدائي
1- مارس البدائى الرسم والنحت قبل ان يعرف الكلام والزراعة وقبل ان يستأنس الحيوان ويصنع الفخار.
2- كان تعبيرة يمتاز بالتلقائية والفطرة, وعبر عما هو موجود ومتعايش معة فى البيئة التى يعيش فيها.
3- تتميز رسومة بالبساطة والصرامة واظهار الحركة, وتستطيع ان ترى فى الاشكال تعبيرات واضحة عن الحيوان فى اوضاع وحركات مختلفة تدل على قوة الملاحظة.
4- كان يعبر فى رسومة عن الشكل العام دون الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة, فكان يعتمد اساسا على الخط الخارجى المحدد للشكل كوسيلة تعبير اساسية بتحديد الشكل الخارجى بخط قوى وواضح.
5- كان لايهتم الفنان البدائى بقواعد المنظور المعروفة – كما يفعل فنانو اليوم – بل كان يختزن الاشكال فى الذاكرة فيسجلها بعد ان يلعب فيها خيالة الساذج مايعرفة عنها.
6- الزخرفة البدائية نمط ملئ بالرموز والمعانى بسيط التفاصيل, فأشتقت رسومه من القوام الانسانى والحيوانى وابتدعوا الاشكال الهندسية البسيطة.
7- من الاسباب التى دعت الانسان الاول إلى تسجيل رسوم للحيوانات على جدران الكهوف انها تعاويذ تجلب الحظ وتساعد على صيد الحيوان المرسوم والتغلب عليه فى الطبيعة.
8- يمكن اعتبار الرسوم التى نفذت على جدران الكهوف والمساكن البدائية بدئاً لتاريخ الرسم والتصوير.

الألوان في الفن البدائي
عرف الانسان الاول والبدائى الالوان الطبيعية البسيطة التى وجدها فى بيئتة وهى غالبا ما تكون اتربه ملونة, او مساحيق الاحجار الملونة وعصائر بعض النباتات الملونة والصابغة.
ومن اهم هذة الالوان التى استعملها الابيض واسود العظام والسناج, والملونات الارضية والنباتية الحمراء والصفراء, والاخضر والازرق, بعد مزجها بالصموغ النباتية والماء او بالدم او الدهون.
ولقد فطن البدائى إلى تلك الملونات الطبيعية وسره ان يرى فيها مادة لزخرفة وجهة وتزيين جسمة بالوشم والتخطيط ليدخل الرعب فى قلوب منافسية بمحاولة اتخاذ مظهر الوحوش اوليظهر نفسة بمظهر عظيم . او يطبع هذة الملونات بيدة على جنبات كهفه, او باستخدام الياف النبات فى التلوين كفرشاة او عمل شكل صرة, كما استخدام الفراء فى إعطاء تأثيرات التدرج اللونى.
الفنون التاريخية (للفن البدائي)
1- العمارة. 2- النحت. 3- التصوير و الزخرفة. 4- الحرف و الفنون التطبيقية.
1. فن العمارة (تطور حياة ومسكن الإنسان الأول):
لاشك ان الانسان الاول كان يخوض معركة ليس امرها هينا ضد الغموض الذى كان يكتنف حياتة, وليس من شك ان ظواهر الكون كانت تحيرة, ولعلة سعد قليلا او كثيرا بصداقة انواع من الحيوان الذى امن جانبة واتخذ منة رفيقا, ولعلة ابتأس عندما كان يرى انواع الحيوان المفترس تنقض على كهفة او كوخة تريد ان تفتك بة وبأخواتة وبأسرتة, او عندما كان يشهد الاحياء تخر صرعى من حولة, او حين يلمع البرق وميضا مفاجئا او تهدر الرعود او تنهمر السيول فتأتى على مسكنة من القواعد.
ولكن الفطرة وحدها ارادت ان تحقق للانسان من الانتصار على الغموض, ولقد كان لة ما اراد .. ذلك انة حين مرت الايام, كون الافكار الواضحة عن الكون وبدأ طورا جديدا من اطوار حياته.
وعندما شعر الانسان الاول بحاجتة إلى مأوى يأوى الية كان الكهف المظلم هو المقر الاول لسكن الانسان البدائى, ثم انتقل من الكهف المظلم – الذى يعكس الكاَبة على حياتة – إلى إقامة عشش واكواخ من الخوص والقش ثم اقام الكوخ المخروطى المقام من جذوع وفروع الاشجار واغضانها وسط الغابة تقية الحر والبرد, وقد صاحب انتقال السكن من الكهف إلى الكوخ تغير وسيلة العيش من الصيد إلى رعى الماشية واستئناس الحيوان.
وقد ادى اعتدال المناخ بأوربا خلال العصر الحجرى الحديث إلى ظهور المساكن المقامة فى البحيرات على قوائم من اخشاب الاشجار, وربما كان الداعى إلى ذلك ايضا الرغبة فى انشاء المساكن بطريقة تحول بينها وبين انقضاض الحيوان المفترس عليها, وهكذا تدرج الانسان الاول فى ابتداع الاشكال المختلفة لمسكنة تبعا لحالتة وبيئتة.
ولما استقر بة الحال بدأ يغير من نظام هذة المساكن ويعدل فيها ويزيد عليها ما يلائم معيشتة التى كان طبيعيا ان تزداد وتتشعب حاجاتها يوما بعد يوم.
2. فن النحت في الفن البدائي:
تفنن الإنسان البدائي في عمل تماثيل وأدوات من عاج العظم المأخوذ من الحيونات والأسماك الكبيرة تمثل الإنسان والحيوان والأشكال الخرافية أو التماثيل والتعاويذ.
3. فن التصوير والزخرفة في الفن البدائي:
زين الأنسان البدائي جدران الكهوف التي يعيش فيها برسومات للحيوانات وما يحيط به من كائنات وخاصة لوحات الصيد فرسم الحيوانات في أوضاع مختلفة وكذلك زخرف الأدوات التي كان يستخدمها بالزخارف البدائية لتشبع الرغبة داخله بالإحساس بالحبال والرخي.
4. الحرف والفنون التطبيقية للفن البدائي:
‌أ. صناعة المنسوجات : واهمها المنسوج المتخذ من لحاء الاشجار او من اليافها, او السلال المزخرفة والتصميمات البديعة. وكذلك نقل الحبال وصنع الأقفاص والشباك وغيرها.
‌ب. صناعة الفخار والطين: تعلم البدائي من سيره علي سطح الأرض الموحلة, ومن الحفر التي تنشأ نتيجة ضغط أقدامه عليها خصائص الطين المبلل, فأتجه إلي أعمال يده بالتشكيل وصنع المجوفات ودخل علي فن الخزف والنحت من هذا الطريق, ثم ساعده اكتشاف النار علي حرق التماثيل والأواني, فأصبحت بصلابتها أبقي في حوزته من سابقتها, وزخرفتها بالخدش أو بالتلوين.
‌ج. الصناعات الحجرية: صنع البدائي تماثيل من الحجارة تمثل الإنسان في شتي مظاهر حياته أو الحيوان الذي شاطره الحياة, وأدوات الصيد والزراعة والأدوات المختلفة الاستعمال ونحتها وحفرها بالأزاميل الصوانية.
‌د. الصناعات المعدنية: أدي اكتشاف البرونز ثم الحديد إلي أن صنع البدائي أسلحته من سهام ورماح وخناجر وأدوات القطع والزراعة بشكل كبير. كما وجدت آثار من أدوات نحاسية بعد ذلك.
‌ه. الصناعات الخشبية: من الواضح أن البدائي صنع أسلحة من الخشب وكذلك الحشوات والتماثيل والتمائم والتعاويذ والمنحوتة والمفرغة والمنقوشة, وبعض أدوات الزينة كالأمشاط والدبابيس وزخرفتها بالخدش والحفر والتلوين أو الحرق.

أسئلة علي الفن البدائي

1. ماذا تعرف عن نشأة الفن البدائي؟
2. ماهو التطور الذي طرأ علي حياة الإنسان الأول ومسكنه؟
3. اذكر مختصراً عن الحرف والصناعات التي أتقنها الإنسان الأول, وما هي الخامات التي استعملها؟
4. ماهي الرسوم التي نفذها الفنان البائي علي جدران الكهوف, وما هي الخامات والأدوات التي استعملها – ثم ارسم نموذجاً من هذه الرسوم؟
5. ارسم مثالاً زخرفياً يوضح الإنسان الأول للخط الحلزوني في زخارفه؟
6. ماهي العناصر التي تكونت منها الزخرفة البدائية, مع رسم مثال لكل منها؟
7. اذكر أهم سمات ومميزات الفن البدائي؟
8. تكلم عن الألوان التي استخدمت في زخارف الإنسان الأول, وما مصادرها؟